ماذا يقول الضابط الاسرائيلي لزوجته قبل الذهاب الى غزة ؟
التاريخ : 04 / 03 / 2008 الساعة : 10:17
بيت لحم - معا- كتب رئيس التحرير ناصر اللحام - انتهى العصر الذي كان يقوم الضابط الاسرائيلي فيه بتقبيل فم زوجته ويقول لها " انا ذاهب الى الحرب عدة ايام لتلقين العرب درسا جديدا فأعدي زجاجة الشمبانيا لنحتفل حين اعود " .
انتهى هذا العصر على ما يبدو ، واصبح الضابط الاسرائيلي يبكي على كتف زوجته وهو ذاهب لمحاربة العرب وهي تعرف في قلبها انه ربما يعود ، وربما لا يعود .
على شاشة التلفزيون الاسرائيلي كانت كاميرا القناة الثانية تسجل لحظة خروج جنود لواء جفعاتي من شمال قطاع غزة ( جفعاتي من أفضل الوية الجيش الاسرائيلي العسكرية ) ، وردا على سؤال المصور الصحافي عن الاوضاع هناك قال احد الجنود بتلقائية ( المهم انني خرجت من هناك على قيد الحياة ) .
الكاتب الاسرائيلي امير تسوريا كتب يقول : ما هذه العملية ؟ هل صحيح ان جفعاتي طلب اخراجه من غزة بسرعة كبيرة فيما العملية الحقيقية يجب ان تنفذ رويدا رويدا ؟
وأضاف : اننا نشتاق لايام شارون وروفائيل ايتان !! أين أيام العمليات الشجاعة ؟ أين ايام العز حين كان لنا قادة شجعان وجنودا رائعين كانوا يدخلون اينما ارادوا ويثيرون جلبة الموت ويعودون سرا من القطاع الى قواعدهم تاركين العدو خلفهم حائرا مصدوما ومرتبعا ؟ ومن كان يتصور اننا سنشتاق لهذه الدرجة الى ارئيل شارون ورفائيل ايتان ؟
وزيادة في توضيح الصورة ، كانت الرقابة العسكرية الاسرائيلية سمحت للاسرائيليين بالدخول الى ارشيف حروب اسرائيل القديمة مع العرب ، ولفت انتباهي ما ورد في احد محاضر الاجتماعات بين رئيس اركان اسرائيل انذاك ارئيل شارون ورئيسة وزراء اسرائيل غولدا مئير حين وقف شارون معتدا وقال لجولدامئير بصوت جهوري ( سيدتي رئيسة الوزراء ، نحن جاهزون اذا تريدين - هل تريديننا ان نصل الى دمشق او الى بغداد او الى بيروت لاحتلالها - نحن جاهزون ) فيضحك الحضور .
ونعود قليلا الى الحاضر حيث لا تجرؤ اسرائيل الان على اجتياح متر واحد في جنوب لبنان ولا شبر واحد في قطاع غزة .
وبعد خمسة ايام من معركة جباليا قالت القناة العاشرة ( ان تفاهما غير معلن بين حماس واسرائيل على وقف اطلاق النار قد حصل حتى الان ) اما القناة الثانية وعلى لسان المحلل السياسي ايهود يعاري فقالت ( اكتفت اسرائيل هذه المرة باقل من اتفاق وأقل من تهدئة - اكتفت بغمزة من حماس انها ربما توقف اطلاق الصواريخ باتجاه سديروت وعسقلان ) .
الخبراء العسكريون تلعثموا في شرح الامر للجمهور ، والاسئلة كانت كثيرة وكبيرة ومرعبة للجمهور الاسرائيلي .
ولم يتبق لاسرائيل في غزة سوى الانتقام - ولكن الانتقام لا يغير في النتيجة شيئا ، وحكومة اولمرت هي نفسها التي كانت اعلنت قبل 3 ايام من اليوم ( البند الثالث شل واسقاط حكومة حماس ) ولكن جابي اشكنازي يلوذ بالصمت فيما محمود الزهار يحتفل !!
حاييم رامون نائب رئيس وزراء اسرائيل قال للقناة العاشرة :" بدلا من ان نرسل جنودنا الى غزة ويتعرضوا للموت او الاصابة هناك لنرسل الى اهل غزة صواريخ الطائرات وقذائف المدافع " ولكن اقواله هذه لم تقنع الجمهور الاسرائيلي الذي يتذكر الان ما قاله الوزير الاسرائيلي ديفيد ليفي عام 2000 ( سنقصف مولدات الكهرباء في بيروت لنلوي ذراع حزب الله ) ، ولكن قصف مولدات كهرباء بيروت لم يمنع هروب الجيش الاسرائيلي في ذلك العام من الجنوب اللبناني حين تركوا كل شئ وولوا الادبار .
ارئيل شارون قال في العام 2002 في مستوطنة جيلو قرب بيت لحم ( هذا هو الشرق الاوسط لا رحمة فيه ولا شفقة على الضعفاء ) .
ما يجعلنا نعيد صياغة السؤال على النحو التالي مرة اخرى: هل هناك شفقة ورحمة في الشرق الاوسط ؟ ومن هو الضعي