"فتح" تغيب عن المقاومة .. قادتها يناقضون أنفسهم بين مهاجمٍ لها ومتبنٍ لعمليات وهمية (تقرير)
[ 03/03/2008 - 03:02 ص ]
"فتح" حوّلت خط سيرها من المقاومة إلى القضاء على كل من له علاقة بالمقاومة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
بينما يمضي العدو الصهيوني في تنفيذ حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة؛ تسطّر المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أروع صور البطولة في التصدي للعدوان، فيما تغيب حركة "فتح" عن المشهد وينبري قادتها وناطقوها للمزايدة السياسية وتبرير العدوان.
تناقضات مواقف ناطقي "فتح"
وتخبط ناطقو "فتح" في مواقفهم وتصريحاتهم مما يجري .. ففيما خرجت الأصوات من المقاطعة في رام الله من أحمد عبد الرحمن وعبد الله عبد الله وقبلهم رئيس السلطة محمود عباس و"وزير" إعلامه رياض المالكي محملة حركة "حماس" مسؤولية ما يجري لأنها تطلق الصواريخ "الكرتونية" و"العبثية" تجاه مغتصبات العدو (بمنطقهم مدن الجار الصديق)، كان غيرهم لا سيما من قيادات غزة يعلون صوتهم مقدمين رؤى متناقضة، فمن جهة يقولون إنهم يتصدرون المواجهة مع العدو الصهيوني ومن جهة يطالبون "حماس" بتسليمهم السلاح الذي صودر منهم.
تناقضات مفضوحة
جملة من التناقضات رصدها مراقبون وإعلاميون في مؤتمر صحفي عقده شخصان ادعيا أنهما من "كتائب الأقصى" الجناح العسكري لحركة "فتح".
فقد قال أحد المتحدثين إن حركة "فتح" تتصدر المواجهات مع العدو الصهيوني، وأنها أمطرت مغتصبات العدو بسبعين صاروخاً و140 قذيفة منذ يوم الأربعاء الماضي، وأنها قدمت نصف الشهداء الذين ارتقوا، مشيداً في الوقت ذاته بالقيادة السياسية لحركة "فتح"، التي لم يتوقف قادتها وناطقوها الرسميون وكتبتها عن مهاجمة "حماس" والمقاومة لإطلاق الصواريخ.
وناقض المتحدث نفسه عندما شن هجوماً شديداً على "حماس" مطالباً بتسليم سلاح المقاومة والتوقف عن منع كتائب الأقصى عن المقاومة والإفراج عن المعتقلين، ولم يعط تفسيراً للصحفيين كيف يهاجم حماس بشدة ويظهر في مؤتمر صحفي وسط غزة بكل اطمئنان في الوقت الذي تمنع فيه مسيرات التضامن مع غزة في الضفة الغربية.
وقال أحد الإعلاميين معلقاً: "كيف يتصدرون المقاومة ويطلقون سبعين صاروخاً ويقدمون كل هؤلاء الشهداء ثم يتحدث أن حماس تمنع المقاومة وتصادر سلاحها".
وقبل هذا المؤتمر الصحفي كان كل من أبو هارون الناطق باسم كتائب أبو الريش وأبو ثائر الناطق باسم مجموعات أيمن أبو جودة يظهران في مؤتمر آخر وحولهما مجموعة من المسلحين الملثمين وسط غزة ويتحدثون عن دورهم في مقاومة الهجمة على غزة.
الوقائع تكذب الإدعاءات
وكانت المصادر الطبية والأمنية المتطابقة قد أكدت استشهاد نحو 110 شهيداً فلسطينياً خلال الأيام الماضية بينهم ما يقارب من 40 من "كتائب القسام" والشرطة الفلسطينية و7 من "ألوية الناصر صلاح الدين" واثنين من "سرايا القدس" والباقين جميعهم من المدنيين بينهم نحو 30 طفل وست نساء ولا يوجد بينهم أي ناشط من كتائب الأقصى.
ظواهر صوتية
الكاتب والمستشار الإعلامي لرئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني إياد القرا رأى أن أصحاب هذا الكلام مصابون بعقدة النقص وأن من يواجه العدو لا يتحدث بهذه الطريقة، وهؤلاء مجرد ظواهر صوتيه إعلامية تترك المقاومين في ساحة المواجهة ويهرعون لوسائل الإعلام للحديث عن خزعبلات.
وقال لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" هذه التصريحات المتناقضة "تعبّر عن حالة الكذب التي يعيشونها"، متسائلاً: "عن أي مقاومة وهمية يتحدثون، فلم يقدموا شهيداً مقاتلاً واحداً بعد أن هربوا من واجهة المقاومة وبات شغلهم الشاغل تنفيذ التفجيرات الداخلية والتخطيط لتنفيذ اغتيال قادة حماس وأفراد الشرطة".
وأشار إلى أن السلاح الذي يتحدث عنه هو "سلاح الفلتان والفوضى وقتل المواطنين والذي كان يظهر في هذه الأوقات في إطلاق النار في جنازات الشهداء وأمام وسائل الإعلام".
وقال: "هو ومن يقول عنه اتخذوا قرار المواجهة، في حين قادتهم بالفم المليان يعلون أن المقاومة غبية وعبثية فكيف يستوي الاثنان"، لافتاً الانتباه إلى أن أصل الخلاف بين "حماس" هو على برنامج المقاومة والثوابت.
وقال "إذا كان يشير إلى السلاح من النوع الثقيل الذي وضع في المخازن ويستخدم لقتل المجاهدين وقمعهم ها هو يستخدم بشهادة الجماهير للتصدي للاحتلال وصد طيرانه الحربي وهو أمر لم نشهده طيلة سنوات عهد السلطة التي خزنت هذا السلاح لسنوات طويلة".
يتسلقون على أشلاء الشهداء
مصدر أمني علق على تناقضات حركة فتح بقوله: "إنهم يتنفسون الكذب ولديهم استعداد للتسلق والتملق حتى لو على حساب أشلاء الشهداء من الأطفال"
وقال المصدر لـ "المركز الفلسطيني للإعلام": "الدعوات التي يطلقها قيادات وأشخاص في فتح تثير الضحك، لأننا لم نسمع يوماً أي دور لهم في المقاومة أو النضال ولكنه لم يصادر أحد السلاح من أي مقاوم.
وتحدى المصدر أي واحد من هؤلاء أو أي جهة أن يثبت أنه تم مصادرة أي سلاح مقاومة أو عرقلة أي عمل مقاومة، وأكد أن "ما يروجه هؤلاء، الذين بات هناك انفصال عميق بينهم وبين الشعب الفلسطيني بعد أن صنفوا أنفسهم في صف الاحتلال وتبرير جرائمه، لا قيمة له لأن الجماهير تعرف من يقاوم ومن يسكر وبين من يحمل السلاح ليواجه الاحتلال ومن يحمله ليثير الفلتان والزعرنة".
الحكومة واحتضان المقاومة
وشدد على أن الحكومة الفلسطينية ومن خلفها حركة "حماس" تدفع ثمن احتضانها للمقاومة وتبنيها لها اليوم من خلال استهدافها من قبل الاحتلال عبر هذه المحرقة والحرب المفتوحة والشاملة التي تستهدف الحكومة ومؤسساتها وقياداتها ولم تستثن حتى مقرها الرئيسي، فيما هؤلاء الذين يتحدثون عن المقاومة يتنقلون بكل أريحية عبر حواجز ومعابر الاحتلال.
وكان الكيان الصهيوني قد أعلن أن حركة حماس تمثل العدو الرئيسي للكيان وأنها وقادتها ومؤسساتها بما في ذلك الحكومة أهداف مشروعة وترجم هذا القصف بقصف طال عشرات المواقع التي كان على رأسها مقر رئاسة الوزراء الفلسطيني.
إذا كانوا يريدون المقاومة فلماذا لا يتحركون في الضفة؟!
وأضاف المصدر الأمني: "لو كان هؤلاء يريدون المقاومة فها هي الضفة الغربية فليروا الشعب الفلسطيني بطولاتهم وليعيدوا السلاح الذي صادروه من كتائب القسام وكتائب الأقصى ومختلف فصائل المقاومة".
وقال ساخراً: "فعلاً أمرهم عجيب هؤلاء القوم ووقاحتهم كيف يحاربون المقاومة في الضفة ويصمتون صمت القبور بل بعضهم يتواطأ علنا مع الاحتلال لإنهاء بقايا بعض المجموعات الشريفة في كتائب الأقصى ثم يأتي ليتحدث بمزايدة رخيصة ومفضوحة في قطاع غزة عن المقاومة وتباكيه عليه".
يشار إلى أن رئيس السلطة محمود عباس وأجهزته الأمنية أعلنت عن حل كافة الأجنحة العسكرية في الضفة الغربية واعتبرتها مليشيات غير شرعية واستصدرت أوامر "عفو" (من قبل الاحتلال) للمطاردين من كتائب الأقصى الذين سلموا أسلحتهم، ومن رفض تم اغتياله أو اعتقاله من قبل قوات الاحتلال، فيما زج بالمئات من مجاهدي "حماس" و"كتائب القسام" وصودرت أسلحتهم وطورد من تبقى منهم.
محاكمة الخليل ومصادر السلاح أحد أوجه الحرب على المقاومة
وكانت محاكمة اثنين من المجاهدين في الخليل من قبل سلطة عباس أحد أبرز صور الحرب على المقاومة، يكملها مشهد مصادرة الأسلحة وملاحقة المجاهدين والتنسيق الأمني الذي قال مسؤولون صهاينة أنه وصل مستويات عالية ولعله كان يشير إلى إعلان قادة أمن عباس عن إحباط العديد من العمليات الاستشهادية التي كان يجري التخطيط لها ضد الكيان الصهيوني.
وشدد المصدر الأمني على أن الأجهزة الأمنية ورغم العدوان الظالم والحرب المفتوحة ستواصل عملها في حماية الجبهة الداخلية ولن تسمح للمارقين وصنائع الاحتلال بإثارة الفوضى والفلتان مجدداً.
"الداخلية" تنفي وتوضح
ونفت وزارة الداخلية الفلسطينية في حكومة تسيير الأعمال برئاسة إسماعيل هنية رسمياً ما تنشره بعض الجهات عن وجود معتقلين سياسيين من حركة "فتح" أو غيرها في قطاع غزة.
وقالت الوزارة في بيان لها، تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه الأحد: "في الوقت الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني لمذبحة جماعية ومحرقة مدمّرة، تطل علينا بعض الأبواق المشبوهة لتقول إن الحكومة الفلسطينية تعتقل 500 من أبناء فتح، وآخر يقول إن الحكومة الفلسطينية تعتقل مقاومين من فتح".
وأكدت أن هذه التصريحات "تأتي أولاً للتغطية على الأفعال الإجرامية المستمرة في الضفة الغربية على أيدي الأجهزة الأمنية التابعة للمقاطعة في رام الله من اعتقال وملاحقة المجاهدين وأبناء الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس، والتي كان آخرها اعتقال أربعة من أبناء حماس مساء أمس، وكان الأولى بالمجموعة الموجودة في المقاطعة إطلاق سراح كافة المعتقلين في ظل الاعتداءات الصهيونية المستمرة على شعبنا".
وأعلنت الوزارة أن ما لديها من سجناء هو 483 سجين على خلفيات جنائية وأمنية، ولا يوجد بينهم أي معتقل سياسي أو مقاوم، وقالت: "لم نقم بسحب أي سلاح مقاوم، والذين خرجوا على وسائل الإعلام بهذه التصريحات عليهم إظهار الأسلحة التي يقومون باستخدامها في أعمال الفوضى والفلتان".
وتبقى ساحة المقاومة برأي المواطنين مفتوحة للجميع والفارس من يظهر في الميدان وليس من "يجعج" في الإعلام