كيف دافع خالد مشعل عن إسرائيل ولو عن غير قصد !!!
=
=
=
=
=
من الناس من يشري نفسه ابتغاء رضى إسرائيل عن علم وقصد مع سبق الإصرار
ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء رضى إسرائيل عن علم ولكن بدون قصد، اي بالاكراه والابتزاز
ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء رضى إسرائيل عن غيرعلم ولاقصد، اي بجهل منه
وموضوعنا اليوم عن شخصية الرفيق المناضل خالد مشعل ودفاعه عن إسرائيل ولو عن غير قصد، فكيف كان ذلك:
أولا: يجب العلم بما يلي:
- السياسة الإسرائيلية تريد التوسع لتضم بلاد ما بين الفرات والنيل عسكريا ، وهذه عقيدة توراتية لا تتبدل. - لقد أسس اليهود الصهاينةُ الاشتراكيةَ لتحقيق أهدافها وعقيدتها: ( اليهود شعب الله المختار ، الأرض ملك لهم، البشر بهائم خلقوا لخدمتهم). ثم نالت إسرائيل بعض ما أرادت من الأراضي الواقعة ما بين الفرات والنيل عن طريق الحروب المصطنعة مع الاشتراكيين العرب، بل أقامت بهم وبالاشتراكية الدولية دولة إسرائيل.
- ان كل من إيران، سوريا ولايتان إسرائيليتان اشتراكيتان محسوبتان على الخط الثوري الاشتراكي وعميلة له، وانهما عدوتان لدودتان لأمريكا، فتبني مشروعهما الثوري فيه خدمة لاسرائيل.
- السلام حسب الرؤية اليهودية الصهيونية الاشتراكية ليس فقط لا يلبي رغبات إسرائيل، بل يضر في أمنها وفي تحقيق أهدافها وعقائدها التوراتية، لذلك فهي لا تريده حقيقة، ولكنها لا تستطيع إعلان رفضه لاعتبارات دعائية، بل تتظاهر بقبوله ترضية للغرب، مستخدمة أسلوب المخادعة في التصريحات المعلنة لتضليل الرأي العام، كأن تعلن إسرائيل ذم كل من يرفض السلام وينادي بالمقاومة المسلحة كحزب الله مثلا، لترفعهم إعلاميا لدى الشعوب العربية والإسلامية فيظنه الناس انه على حق وصواب. وكذلك تمتدح إسرائيل كل من يدعم السلام على حساب المقاومة المسلحة، لتشهر به لدى الشعوب العربية والإسلامية فيظنه الناس انه صهيوني.
فأرجو أن نسأل أنفسنا، كيف لإسرائيل أن تدعم من يريد السلام على الحقيقة وهي لا تريده بل تتنصل منه؟
- أما أمريكا، فهي تريد السلام وتريد دعم القضية الفلسطينية على أساس الدولتين، وبالتالي تدعم السلطة الفلسطينية الحالية على الحقيقة بالمال والسلاح لتقويتها.
- خيار السلام على أساس إقامة الدولتين، هو خيار الأمة العربية وعلى رأسها الدول المعتدلة (سعودية، أردن ، مصر,,)، وقد ساير هذا القرار الدول العربية الاشتراكية الأخرى والمتأثرة بها الرافضة للسلام مثل سوريا، ليبيا ، اليمن، السودان. بالتالي فالاتهام بالاستسلام للعدو سيصيب الجميع ممن يريدون السلام.
- المفاوضون العرب معهم الموقف الأمريكي وهو موقف حقيقي جاد غير منافق يريد حل القضية مع وجود بعض المعوقات الدولية والإقليمية والمحلية، ومع المفاوضون العرب ظاهر الموقف الإسرائيلي المنافق دون باطنه، وذلك للخداع فقط.
- الرافضون للسلام معهم الدول الاشتراكية صنيعة اليهودية والموقف الإسرائيلي الحقيقي.
- فان قال الرافضون للسلام تقاطعت مصالحنا مع موقف الدول الاشتراكية الصهيونية، يقال لهم وكذلك تقاطعت مصالح مريدي السلام مع الموقف الأمريكي.
- لذا فقد وافق موقف الرافضين للسلام الموقف الإسرائيلي الحقيقي من السلام ودعموه، في حين أن مريدي السلام قد وافقوا الموقف الإسرائيلي المزيف من السلام فقط دون حقيقته .
بناء على ما مضى بات واضحا وجليا ما يلي:
- أن السلام ترفضه إسرائيل ولا تريده وتدفع بالدول الاشتراكية الصهيونية إلى تبني نفس الموقف متظاهرين بان هذا الأمر يصب في مصلحة الأمة، وقد انخدع بهذا الطرح عامة الجماعات الإسلامية الرافضة للعملية السلمية ومنهم خالد مشعل ورموا المفاوضين والمؤيدين له بالنفاق والجهل والخيانة.
- أن السلام يؤيده الموقف العربي والفلسطيني باعتباره اقل الضررين وأخف المفسدتين لا من باب التسليم والاستسلام للعدو، وقد وافقهم بهذا الرأي الدول الغربية وأمريكا على الحقيقة، والموقف الروسي المنافق.
ثانيا:
قال خالد مشعل في مؤتمر صحفي بدمشق يوم أمس السبت 1/3/2008 إن السلطة الفلسطينية توفر غطاء لإسرائيل لتنفيذ مجزرة ضد الفلسطينيين، ...
في هذا القول من خالد مشعل دفاع واضح عن إسرائيل وإن لم يقصد، كيف؟
هددت إسرائيل القيام بمحرقة في قطاع غزة هاشم متذرعة باطلاق صواريخ القسام ضد المستوطنات الاسرائيلية، وبدأت بالفعل بهذه الجريمة، قتل خلالها لحد الآن حوالي (50) من المدنيين الفلسطينيين ومن بينهم (12) طفل، وبدأت الدول العربية بالاستنكار الشديد ضد هذه الهجمة الشرسة، حيث أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وقال انه اكثر من محرقة وارهاب دولي، داعيا من جديد الى تأمين حماية دولية للفلسطينيين. وادان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بشدة امس العمليات العسكرية الاسرائيلية المستمرة في قطاع غزة.
وفي الأردن عبر جلالة الملك عبدالله الثاني امس عن إدانته للعدوان والمجازر الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ووصف جلالته، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التصعيد العسكري الإسرائيلي بأنه خطير وينتهك جميع الأعراف الدولية، مؤكدا جلالته أن الأردن سيعمل وبالتنسيق مع المجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني. وجدد جلالته خلال الاتصال التأكيد على أن سياسة الحصار والعدوان لن تجلب الأمن والاستقرار لإسرائيل وسيكون لها أثار كارثية على أمن واستقرار المنطقة.
ومطالبة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة بتدخل دولي عاجل لوقف ما يتعرض له المدنيون الفلسطينيون في القطاع من قتل وتدمير .
في غضون ووسط هذا التنديد العربي الواسع بالعدوان والدعوة لعقد مؤتمر دولي ضد المحرقة، خرج علينا مشعل ليوزع مسؤولية جرائم اسرائيل على كل من المفاوضين العرب وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس واحيانا على اسرائيل. هذا الموقف فرحت به اسرائيل لان فيه خلخلة الاجماع العربي على ادانة اسرائيل، واذا كان خالد مشعل يريد توزيع المسؤولية على العرب مع اسرائيل، فلماذا لم يذكر السبب الاول لهذه المحرقة التي اعطت إسرائيل المبررات امام العالم للقيام بها؟
لماذا لا يلقي باللوم على نفسه ابتدءا بصفته الموجّه من طهران ودمشق لما يجري في قطاع غزة من سياسة عرجاء خرقاء عوراء صماء، ضربت بعرض الحائط أقوال الناصحين المحذرين من مغبة الانزلاق الحمساوي في المشروع المتصهين، مشروع المقاومة على الطريقة الثورية الايرانية السورية؟
لماذا لم يؤجل الاتهام للعرب المفاوضين لحين الانتهاء من محاولة حشر إسرائيل في زاوية النقد العربي والدولي؟
لم يعد يخفى على كل صاحب عقل ان ما صرح به الرفيق المناضل خالد مشعل من دمشق، انما يصب في مصلحة إسرائيل ويدافع عن جرائمها ومحرقتها ضد المدنيين العزل في غزة، علم بذلك أم جهل.
02/03/2008