الحمد لله
المشروع الصفوي.. اليد على العراق وسوريا ولبنان، والعين على تركيا
في دردشة هاتفية سريعة استغرب أحدهم موقفي وحديثي المتواصل عن المشروع الصفوي المجوسي الذي يواصل تمدده على حساب ومصالح الأمة، وبما يتسق حذو القذة بالقذة مع المشروع الأميركي، بل غدا يتماهى معه تماماً، ونحن نرى رئيس الدولة التي تتشدق بمعاداتها للاستكبار العالمي والشيطان الأكبر، نراه وهو يحط في العراق المحتل من قبل القوات الأميركية وغير الأميركية، بل ومن المهازل يتحدث نيابة عن الشعب العراقي على أن الأخير لا يحب أميركا، ربما نسي أنه واقف إلى جانب رئيس عراقي لم يكن له أن يصل إلى السلطة دون الاحتلال الأميركي!! ونسي نجاد الرئيس تصريحات قادة نظامه السابق بأنه لولا طهران لما احتلت العراق وأفغانستان!! ونسي نجاد أن جماعاته وعصاباته من الطائفة الشيعية، وإن كان ثمة أقل من القليل من الأطراف الشيعية العراقية من يعارض هذه السياسة، أقول نسي أن هذه الجماعات هي التي تشكل عصب الاحتلال!!
فعلى نجاد أن يبتعد عن الحديث باسم الشعب العراقي المعارض للاحتلال، فهذا له ناطقوه من أمثال المقاومة العراقية بكل أصنافها دون تقسيمات ممجوجة عن مقاومة شريفة وغير شريفة، فالمقاومة كلها شريفة، وهي من يحق لها أن تتحدث عن العداء للأميركيين، بالإضافة إلى علماء أفاضل من أمثال حارث الضاري، ولا أريد أن أقول الوحيد من علمائنا من يصدع بالحديث عن مخاطر هذا المشروع، في حين يصمت قادتنا وعلماؤنا عن مشروع سيأكل ويفتك بالأخضر واليابس....
أقول في هذه المناسبة بأن المشروع الصفوي الذي تمكن من حصد كل هذه الجوائز الكبرى بغباء أميركي منقطع النظير، حين أسقطوا لهم نظام صدام حسين، وهللوا لذلك، وطالبوا جماعاتهم وعصاباتهم بالانضمام إلى الأميركيين، ولم يكن لديهم أية مشكلة في التعاون مع أعداء الأمة تنفيسا لأحقادهم الدفينة، في حين يظهروا اليوم العطف واللين على الأمة حين تبدأ المواجهة الشكلية بين واشنطن، وبين أنظمة معينة، مما يؤكد أن مصلحة الأمة لا تعنيهم بقدر ما تعنيهم مصلحتهم الشخصية ؛ فسقوط صدام حسين كان مصلحة لهم، وبالتالي مستعدون للتعاون مع الشيطان الأكبر، وكذلك نفس الأمر في حال سقوط الملا عمر، أما بقاء نظام البعث السوري فمن مصلحتهم، وهنا يستغلون قادة الحركات الإسلامية في شعارات جوفاء خرقاء لم تخلف لسوريا إلا غرابيب الطائفية والقتل والدمار والفوضى وتفريغ سوريا من خيرة أبنائها....
نعم وضع المشروع الصفوي أياديه على العراق وقليلاً من أفغانستان، ولبنان وسوريا ؛ لكن العين على تركيا، والمعلومات المتوفرة تتحدث عن لجوء حزب العمال الكردستاني من شمال العراق إلى إيران، وحينها فعلى تركيا أن تستذكر مقولة أكلت يوم أكل الثور الأبيض، وستتذكر أنظمة عربية تلك المقولة، فالداء هو النظام السوري الذي يوفر لها التكأة في المنطقة العربية والإسلامية، ورحيله هو رحيل المشروع الصفوي، ولتتق الله فينا وفي أجيالنا تلك القيادات الإسلامية، التي تصر على تزيين المشروع الصفوي، وتبرر كل جرائم المجوس في عالمنا الإسلامي، وليقرأ هؤلاء كتاب عالمنا الفاضل أبو حامد الغزالي " فضائح الباطنية"، وهو الذي عاش أيام الحشاشين وخبر عقائدهم وممارساتهم...
مدونة أحمد زيدان
__________________
كم يخيفني الشيطان عندما يأتي ذاكرا اسم الله!